/ الفَائِدَةُ : (24) /

18/07/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / طاعة الْعَقَل وطاقته واستقاءه المعلومات والإِحاطة بها لَا تَنْضَبُ / إِنَّ ما ورد في بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « ... وما أدى العاقل فرائض الله حتى عَقِلَ منه ، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل ، إِنَّ العقلاء هم أُولُو الْأَلْبَابِ الذين قال الله عَزَّ وَجَلَّ : [ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ] (1) ... »(2) . برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ على أَنَّ طاعة الْعَقَل وقواه أَعظم طاقة وقدرة وآثاراً في جملة الجوانب من طاعة الرُّوح والنَّفس والبدن وقواها ؛ لأَنَّ دائرة ومديات الرُّوح والنَّفس والبدن وقواها ومراتبها محدودة ، بخلاف دائرة ومديات الْعَقَل وقواه ومراتبها فليست محدودة ؛ فإِنَّ طبيعته وطبيعته قواه موجودات ذو قدرات هائلة ، ومن ثَمَّ إِذا ركَّز على ما دونه من قوى تملُّ وتتضجَّر وتضجُّ . وكذا حال استقاء المعلومات ، فإِنَّ شَرَهَ الْعَقَل وقواه في استقائها لَا يَنْضَبُ ، بخلاف تلك الثلاثة وقواها . وهذا برهانٌ دالٌّ على أَنَّ طبيعة الْعَقَل وقواه موجود ذو قدرات هائلة ، وطبيعته وطاقته وقدراته وعَالَمه شيء آخر غير طبيعة وطاقة وقدرة وعَالَم الرُّوح والنَّفس والبدن . وكذا حال سعة المعلومة ، فالمعلومات التي تُختزن في الْعَقَل شيء هائل وعظيم ، بخلاف ما يُختزن في الثلاثة وقواها ، كقوة الخيال ؛ وَمِنْ ثَمَّ لا تَتَمَكَّن من تصوَّر تلك المعلومات بشكل جمعي ومجموعي ودفعي في آنٍ واحدٍ. /العقل ملك في عرينه وعالمه لا تطرأ عليه الحياة الدنيوية وشؤونها/ ومنه يتَّضح : أَنَّ أَصل الموت والحياة الأَرضيَّة لا صلة لها بالْعَقَل ، فلا تطرأ على الْعَقَل الحياة الدنيويَّة ولا الموت ولا البرزخ ، ولا تصطلمه أَهوالها ، بل هو ملك في عرينه مكين ومهيمن على الأَحوال التي تمرُّ على غيره ، فلا يحزن ولا يعطش ولا يجوع ، بخلاف الرُّوح والنَّفس والبدن وقواها. نعم له بهجة وانقباض ، لكنَّهما من نوع آخر ؛ فبهجته بِالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ ، وانقباضه بالجهل وَعدم الْمَعْرِفَةِ ، وكذا ميوله ونزوعه ؛ فإِنَّها تختلف عن ميول ونزوع الرُّوح والنَّفس والبدن وقواها. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)الرعد : 19 . (2)بحار الانوار ، 1 : 91 ـ 92 /ح12 . أُصول الكافي ، 1 / كتاب العقل والجهل / 12 / ح11